عدتُ لِأكتبَ
عدتُ لِأكتبَ...
رجعتُ إلى دفاترَ هجرتها، فصاحت في غربتها ما أقساكَ!
تشتاقُ أحشائي لوجدانٍ يلامِسُني برقةِ حُروفِهِ.
عُدتُ لأُلامِسَّ إِحساسي بقلمٍ.
لم تثبطني حالةُ الإحباطِ التي تُعاني منها قراطيسُ الكتابةِ.
لن أستكينَ للعزوفِ عن حُروفِ الروايةِ.
تساءلتُ عن حالِ أمةِ "إقرأ".
عُدتُ إلى محبرتي وفنجانَ قهوتي.
عُدتُ أتغنى بنسائمِ الفجرِ، تُداعبُ أفنانَ العشقِ حينما يشقُ النورَ غياهب الدجى.
عُدتُ أُناجي البدرَ فأثملُ بمناجاتِهِ.
عُدتُ أكتُبُ أبياتَ الغزلِ لحسناءَ في حُجرَةٍ يَسودُها اليبابُ ظمائ لغزلٍ كي تعودَ الحياةُ لعروقِها.
تَبُثُ الغيداءَ شكواها لجفافِ كلامَ النسيبِ، فقُلتُ لَها بُشراكِ وأغدقتُ عليها ببديعِ القوافي.
عادت عيناي لترسو في مرافِئِ عينيكِ.
عُدتُ أشمُ أريجَ الأزاهيرِ في جنائنَ الحبِ.
عُدتُ لأفيقَ أكمام الوردِ الغافية.
عُدتُ وفي ذاتي وفاءٌ لكلمةٍ تعيشُ في داخلي.
أحسُ خوابي الحروفِ تستجديني كي أحررها من سجنها القسري.
عُدتُ وعُدتُ فلعل كلماتِ تعيها أذنٌ صاغية.
نزيه زيادات